إما أبو تريكة أو عمرو زكي.. وأصحاب البشرة السمراء يمتنعون
عندما حصل منتخب مصر علي بطولة كأس الأمم الإفريقية2006 واختير نجم مصر والنادي الأهلي الموهوب محمد أبو تريكة ضمن قائمة الخمسة المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي, والتي ينظمها الاتحاد الإفريقي ــ الكاف ــ سنويا كتبت علي صفحات7 أيام رياضة أقول: إن المعايير ليست في مصلحة أبو تريكة لأنها تأخذ في الاعتبار وبصورة لافتة أداء الأفارقة المحترفين خارج القارة السمراء وتحديدا في أندية أوروبا, ولهذا كانت الترشيحات والاختيارات تذهب أكثر في اتجاه إيتو ودروجبا وإيسيان وأديبايور وكانوتيه وكانو وغيرهم ممن يلعبون في أوروبا... ولكن الأمر مختلف هذا العام ليه؟ لأن معظم هؤلاء النجوم كانوا بعيدين عن المستوي العالي المعروف عنهم أغلب فترات السنة بسبب الإصابات الطويلة, وعدم الجاهزية, والتفوق كل التفوق كان لنجوم مصر أبو تريكة وزكي وعبد ربه وجمعة والحضري وأحمد حسن وهاني سعيد وزيدان وغيرهم... ولهذا كان من الطبيعي أن تضم قائمة ترشيحات الكاف لاعبين من مصر هما أبو تريكة وعمرو زكي, بل استطيع أن أؤكد أن منتخب مصر كان يستحق عددا أكبر من اللاعبين بين الخمسة المرشحين. أما وقد اختار الاتحاد الإفريقي لاعبين من مصر ــ وهي من المرات القليلة التي يختار فيها لاعبين من البلد نفسه, فإنني أظن ـ وبعض الظن ليس إثما ــ ان الامر يبدو كما لو كان من قبيل الشعور بالذنب تجاه هذا البلد مصر, والذي حرم من جائزة افضل لاعب إفريقي منذ انطلاقها عام1992 حتي في المرات التي حصلنا فيها علي بطولة الأمم الإفريقية... حدث ذلك عام1998 عندما تألق حسام حسن في المونديال الإفريقي, وكان هدافه ومع ذلك لم يحصل عليها بحجة أن الأولوية تمنح للمتألقين خارج حدود القارة... وحدث ايضا عام2006 عندما كان ابو تريكة متألقا مع المنتخب والنادي الأهلي.. واليوم.. ليس هناك حجة لمدربي المنتخبات الوطنية الــ52 الذين يقومون بعملية الاختيار لترجيح كفة أحد المرشحين المصريين أبو تريكة أو عمرو زكي, لأن معظم ــ إن لم يكن كل ــ النجوم الأفارقة أصحاب البشرة السمراء والذين يلعبون في أوروبا كانوا فعلا بعيدين عن مستواهم, ولم يحققوا انجازا شبيها بانجاز نجمي مصر أبو تريكة وعمرو زكي... ولا يسعني سوي أن أهتف وأقول: يا مدربي إفريقيا ستضربون مثلا في الشفافية والنزاهة والحياد والموضوعية إذا ما وقع اختياركم ــ وهو اختيار العدل ــ علي أحد نجمي مصر وسنكون ممتنين لكم فعلا لأن كلا النجمين أبو تريكة وزكي يستحق الجائزة بعيدا عن أي عواطف. { في غمرة تركيزي علي الأفضل في إفريقيا هذا العام, نسيت أن أنوه إلي حقيقة ان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كان قد أعلن منذ نحو عامين قائمة باسماء أفضل خمسين لاعبا إفريقيا, وجاء النجم المخضرم علي أبو جريشة ابن الإسماعيلية كأول مصري في هذه القائمة, وكان ترتيبه الــ13 من الخمسين, وهو إنجاز لا يمكن إغفاله لهذا النجم الكبير الذي كان ملقبا بفاكهة الكرة المصرية, والأكثر من ذلك انه حصل ايضا علي لقب أفضل لاعب إفريقي في استفتاء مجلة جون أفريك عام1970, وهي مجلة تصدر من فرنسا, ووجهت له الدعوة لزيارة باريس لمدة أسبوع, واصطحب معه وقتها الناقد الرياضي الكبير المرحوم عبد المجيد نعمان. كما حصل أبو جريشة ايضا في السنة نفسها علي المركز الثاني والكرة الفضية في استفتاء مجلة فرانس فوتبول بعد نجم مالي ساليف كتيا الذي حصل علي الكرة الذهبية, وهو مركز رائع حصل عليه أبو جريشة في ظل توقف النشاط الكروي المصري فيما بين حربي1967 و1973... كابتن أبو جريشة تاريخك لا ينسي وفوزك مع الإسماعيلي ببطولة كأس إفريقيا للاندية أبطال الدوري كأول ناد مصري يفوز بها خير دليل علي انك فاكهة نادرة في ملاعب كرة القدم. | ||||
| ||||