قال النبي صلى الله عليه وسلم ( استحيوا من الله حق الحياء . قالوا : إنا نستحي يا رسول الله ، قال : ( ليس ذلكم ، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك ، فقد استحيا من الله حق الحياء ) رواه الترمذي، فالحياء الشرعي للعين أن تحفظ نفسها من النظر إلى ما حرم الله ، فإن العين إذا اشتد حياؤها صانت صاحبها ودفنت مساوئه ونشرت محاسنه. قال ابن حبان : " ومن ذهب حياؤه ذهب سروره ومن ذهب سروره هان على الناس ".
النظر بريد الزنا:
النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة ، فزنى العين النظر ، وزنى اللسان المنطق ، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) رواه البخاري. وقال تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ، يقول القاسمي في تفسير هذه الآية : " سر تقديم غض البصر على حفظ الفرج هو أن النظر بريد الزنا ورائد الفجور ".
لا تتبع النظرة النظرة:
النظرة ... سهم من سهام إبليس المسمومة ، ورائد الشهوة ، النظر المحرم يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة ، وقد أمر الله تعالى عباده بأن يغضوا أبصارهم ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ....... ) ، يقول سيد قطب : " إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ، ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين . فعلميات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ ، ولا يرتوي. والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون. فغض البصر من جانب العين أدب نفسي ، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على المحاسن والمفاتن والأجسام، كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتن والغواية ، ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم. والواجب على المسلم إذا وقع نظره على ما حرم الله أن يصرف بصره، ولا يتبع النظرة النظرة ، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإن الأولى لك وليست لك الآخرة ) رواه أبو داود. إن النظرة كأس مسكر، وسكره العشق وسكر العشق أعظم من سكر الخمر ، فسكران الخمر يفيق وسكران العشق أنّى يفيق !! ".
فوائد غض البصر عن الحرام:
ذكر ابن القيم جملة من الفوائد في غض البصر منها :
النظر بريد الزنا:
النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة ، فزنى العين النظر ، وزنى اللسان المنطق ، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) رواه البخاري. وقال تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ، يقول القاسمي في تفسير هذه الآية : " سر تقديم غض البصر على حفظ الفرج هو أن النظر بريد الزنا ورائد الفجور ".
لا تتبع النظرة النظرة:
النظرة ... سهم من سهام إبليس المسمومة ، ورائد الشهوة ، النظر المحرم يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة ، وقد أمر الله تعالى عباده بأن يغضوا أبصارهم ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ....... ) ، يقول سيد قطب : " إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ، ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين . فعلميات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ ، ولا يرتوي. والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون. فغض البصر من جانب العين أدب نفسي ، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على المحاسن والمفاتن والأجسام، كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتن والغواية ، ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم. والواجب على المسلم إذا وقع نظره على ما حرم الله أن يصرف بصره، ولا يتبع النظرة النظرة ، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإن الأولى لك وليست لك الآخرة ) رواه أبو داود. إن النظرة كأس مسكر، وسكره العشق وسكر العشق أعظم من سكر الخمر ، فسكران الخمر يفيق وسكران العشق أنّى يفيق !! ".
فوائد غض البصر عن الحرام:
ذكر ابن القيم جملة من الفوائد في غض البصر منها :
- امتثال أمر الرب جل وعلا والذي هو نهاية سعادة العبد دنيا وأخرى
- أنه مانع من وصول أثر السهم المسموم إلى قلبك فيهلك
- أنه يورث القلب أنسا بالله ، ولذة لا يجدها من أطلق بصره في الحرام
- أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه
- أنه يورث العبد الفراسة الصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل والصدق والكذب
- أنه يورث القلب شجاعة وثباتا ويجمع الله لصاحبه سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة
- أنه يسد على الشيطان مدخلا من مداخله على القلب
- أن بين العين والقلب منفذا وطريقا يوجب انفعال أحدهما بالآخر وأنه يصلح بصلاحه ويفسد ، فإن صلحت منظورات العبد صلح قلبه ، وإن فسدت فسد
كل الحوادث مبدأها من النظـر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها **** كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبـه **** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجتـه **** لا مرحبـا بسرور عـاد بالضرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها **** كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبـه **** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجتـه **** لا مرحبـا بسرور عـاد بالضرر