نبي الرحمة | |||||
أنا نبي الرحمة.. وأنا نبي الملحمة حديث شريف. كان النبي صلي الله عليه وسلم يسير علي سياسة التأليف بين الناس ما أمكن التأليف.. وكان ذلك حتي في القتال.. وأمر جنوده ـ وهو في القتال ـ بأن يحرصوا علي التأليف والتأني, بدل التقتيل والفتك.. ويروي في ذلك أنه قال لجنوده: تألفوا الناس وتأنوا بهم ولا تغيروا عليهم حتي تدعوهم.. ولأن تأتوني بهم مسلمين أحب إلي من أن تأتوني بأبنائهم ونسائهم وتقتلوا رجالهم. هي إذن حرب رفيقة تتسم بالتأليف وتتسم بالمحافظة حتي علي الأعداء, وأحب إلي محمد صلي الله عليه وسلم أن يأتوه بهم سالمين وقد عمر الإيمان بالحق قلوبهم من أن يأتوا إليه بالنساء والذرية سبايا, فليست هي حرب وحشية, بل هي حرب نبوية. وإن بين أيدينا وصيتين إحداهما للنبي صلي الله عليه وسلم.. والأخري لخليفته.. ومنهما يتبين قانون الحرب الإسلامية في ميدان القتال. أما الوصية الأولي فهي قول النبي صلي الله عليه وسلم لجيش أرسله: انطلقوا باسم الله وبالله وعلي بركة رسول الله لا تقتلوا شيخا فانيا, ولا طفلا, ولا صغيرا, ولا امرأة, ولا تغلوا, وضعوا غنائمكم وأصلحوا, وأحسنوا, إن الله يحب المحسنين. وفي معني هذه الوصية يقول صلي الله عليه وسلم: سيروا باسم الله وقاتلوا أعداء الله ولا تغدروا ولا تنفروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا. أما الوصية الثانية فهي وصية أبي بكر.. وهي تتضمن وصايا عشرا.. فقد روي الإمام أحمد في مسنده عن يحيي بن سعيد أن أبا بكر بعث الجيوش إلي الشام, وبعث يزيد بن أبي سفيان أميرا, فقال وهو يمشي ويزيد راكب ـ إما أن تركب وإما أن أنزل.. فقال أبوبكر: ما أنا براكب وما أنت بنازل.. إني أحتسب خطايا هذه في سبيل الله.. إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم في الصوامع, فدعهم وما زعموا لا تقتلن امرأة ولا صبيا, ولا كبيرا هرما ولا تقتطعن شجرا مثمرا.. ولا نخلا ولا تحرقها.. ولا تعقرن شاة ولا بقرة إلا لمأكل.. ولا تجبن. | |||||
| ||||