ورد في سورة البقرة آية 87 النص التالي : (ولقد آتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ) ، ما هو الروح القدس ؟.
روح القدس هو جبريل عليه السلام ،
قال الشيخ الشنقيطي :
قوله تعالى : ( وأيدناه بروح القُدس ) هو جبريل على الأصح ،
ويدل لذلك قوله تعالى : ( نزل به الروح الأمين ) الشعراء/193
وقوله ( فأرسلنا إليها روحنا ) مريم/17
أخرج ابن أبي حاتم عن أحمد بن سنان .... حدثنا أبو الزعراء قال : قال عبدالله : روح القدس جبريل ، ثم قال : وروي عن محمد بن كعب القرظي وقتادة وعطية العوفي والسدي والربيع بن أنس نحو ذلك .
ويؤيد هذا القول ما تقدم وما رواه الشيخان بسنديهما
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا حسَّان أجب عن رسول الله ، اللهم أيِّده بروح القدس " قال أبو هريرة : نعم .
التفسير المسبور للدكتور حكمت بشير 1/192- 193
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
قال جماهير العلماء إنه جبريل عليه السلام
فإن الله سماه الروح الأمين وسماه روح القدس وسماه جبريل .
دقائق التفسير ج: 1 ص: 310
وعقد فصلاً في ذلك فقال :
فصل في معنى روح القدس
قال تعالى : ( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس ) ... فإن الله أيد المسيح عليه السلام بروح القدس كما ذكر ذلك في هذه الآية
وقال تعالى في البقرة :
( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )
وقال تعالى :
( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ) وهذا ليس مختصا بالمسيح بل قد أيَّد غيره بذلك وقد ذكروا هم أنه قال لداود روحك القدس لا تنزع مني ، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت : " اللهم أيده بروح القدس وفي لفظ روح القدس معك ما دمت تنافح عن نبيه " وكلا اللفظين في الصحيح
وعند النصارى أن الحواريين حلت فيهم روح القدس وكذلك عندهم روح القدس حدث في جميع الأنبياء
وقد قال تعالى سورة النحل :
( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
وقد قال تعالى في موضع آخر :
( نزل به الروح الأمين على قلبك )
وقال :
( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) فقد تبين أن روح القدس هنا جبريل . ..
قال : ولم يقل أحد أن المراد بذلك حياة الله ولا اللفظ يدل على ذلك ولا استعمل فيه .
دقائق التفسير ج: 2 ص: 92