تمرُ عصورٌ على ساعتي
أحسبُها دهوراً بل وقرون
أُناجى الليل والنهار كليهما
فما من مجيبٍ إلا الظنون
يودُ من حولي ليَ راحةً
وتأبى العيونُ التحافَ الجفون
يتساءلون..هل هو ذو كآبهٍ؟
فيجيبون أم قد مسَّه الجنون؟
في حيرةٍ هم وحُق لهم
فقد صِرت لهم قلباً حنون
لا يعرفون ما بي وهل مثلي
تُرى على ملامِحه آثار السنون؟
أتُراني أعودُ طفلاً من جديدٍ
أمسكُ بفروعِ الزيتون؟
أم أنكَ يا قدرُ قد خبأتَ لي
ما لن تقر به العيون؟
ليس لي هَماً سوى وطنٍ
أتفقَدُه بين الحينِ والحين
أتُرى كلُ الأوطانِ أرض وأهل وعشيرة وبنون؟
أم أنها حدود وحكام ورؤساء وقوانين؟
لا..فما علمت لنفسي سوى وطن
بداخلها أشعر فيه بغربه وحنين
وددت لو تصالحت مع نفسي
وكنت لها خير القرين
لكنها تأبى الوِصال تحرُقاً
وكأنني لست الأمين!
أيا رباه رحمه منك تُنقِذُنيِ
وتُغِيثُنيِ يا خير مُعين
الهي لم يبق إلاكَ
وأمرُكَ بين الكاف والنون
يا خالقي من عدمٍ ولستُ وحدي
بل وخالق هذا الكون
جهدتُ على عزمٍ ولن أُبالى
فإما أكون أو لا أكون
فكن لى سراجاً يا الهى
فأنتَ أكرمُ الأكرمين
هب لي من لدنك مغفرةً
تمحقُ ذنوبىَ يومَ الدين
وأرني فردوساً أتوق لها
بصحبةِ الصادق الأمين
منقول من فارس الحب