لا تشربوا "القرعة".. القرعة فيها سم قاتل

علي الرغم من أن أغلب الآراء اتفقت في الشارع الكروي المصري علي أن طريق منتخبنا الوطني سهل في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب افريقيا بعد ان وقع في المجموعة الثالثة التي تضم معه الجزائر وزامبيا ورواندا وابتعد عن مواجهة فرق ثقيلة منها علي سبيل المثال المغرب وتونس اللتين تمثلان لنا شبحا مخيفا ولنا معهما "سوابق" في الخروج علي يديهما.. إلا أنه يجب علينا ألا نبالغ في الفرحة بما اسفرت عنه القرعة ونقلل من شأن المنتخبات التي وقعت معنا خاصة الجزائر التي سبق واقصتنا من تصفيات ..2002 وعلينا ايضا الا نتعامل بمبدأ ان نشرب القرعة التي أرسلنا "المعلم" حسن شحاتة المدير الفني لحضورها في سويسرا لان القرعة فيها سم قاتل .. وأن نحتاط ونتوخي الحذر الشديد من جميع المنافسين مهما كان اسم وحجم المنتخب الذي سنقابله ويكفي القول ان الجزائر تطور مستواها الفني كثيرا في الفترة الاخيرة ونجحت في الوصول الي المحطة النهائية للتصفيات علي حساب منتخبات قوية منها السنغال.. قد حشدت كل طاقاتها وامكانياتها من أجل الظهور في كأس العالم بجنوب افريقيا بعد فترة غياب طويلة عن الحدث المونديالي الذي تواجدت فيه لآخر مرة عام 1982 في نهائيات اسبانيا .. كما ان هناك اهتمام علي أعلي مستوي من الحكومة الجزائرية وعلي رأسها الرئيس بوتفليقة والذي اصدر أوامره بتسخير كل الاجواء المناسبة لتحقيق حلم التأهل لأهم واكبر حدث كروي في العالم.
صحيح أننا صعدنا الي كأس العالم عام 1990 في إيطاليا للمرة الثانية علي اكتاف الجزائر إلا أن الوضع والظروف مختلفة هذه المرة وعلينا ان نستعيد ذاكرة الماضي ونستفيد من درس الخروج الحزين علي يد فرق شمال افريقيا. وعلينا ايضا ان نعمل الف حساب للمنتخب الزامبي الذي تقابلنا معه في كأس الأمم الاخيرة بغانا 2008 وتعادلنا معه في الدور التمهيدي فقد تغير شكل وأداء الفريق الزامبي تماما وهو يحلم أيضا بحجز تأشيرة التأهل للمونديال العالمي وأما رواندا التي تعد الحلقة الاضعف في مجموعتنا علينا أن نحترمها طالما أنها فرضت نفسها في التصفيات النهائية.
واذا كان منتخبنا قد أثلج صدورنا بحصوله علي اللقب الافريقي مرتين متتاليتين في القاهرة واكرا 2006 و2008 فان الفرحة الكبري التي ننتظرها ولا تعادلها فرحة أخري هي الظهور في الحدث المونديالي للمرة الثالثة بعد غياب دام عشرين عاما.. قولوا أمين.